Thursday, July 11, 2013

التطور أصلاً حرام...

في كتابه الشهير "on the origin of species" يتحدث تشارلز داروين عن تطور الكائنات الحية من خلية احادية إلي اشكال أكثر تعقيداً. ويرجع داروين قدرة الكائنات علي البقاء الي وجود صفات مميزة تساعدها علي التأقلم في بيئتها و تعزز من فرصها في البقاء في مواجهة التغيرات الطبيعية و نقص الغذاء، فنجد مثلا كائن في جبروت الديناصور يختفي من الوجود من جراء ارتطام نيزك باﻷرض تؤدي الي اختلال بيئته الطبيعية بينما تنجو كائنات أصغر استطاعت مجابهة نقص الغذاء الناتج عن نفس التغيرات البيئية. يبقي اﻷكثر قابلية علي التكيف و يورث مزاياه النسبية لﻷجيال المتعاقبة بينما يندثر من تلفظه الطبيعة و ترفض أختياره.

و في كتابه "the selfish gene"، ينقل الكاتب المثير للجدل ريتشارد دوكينز الفكرة لما هو أبعد من حدود العالم البيولوجي فيما عرف بعد ذلك بنظرية الميمات الثقافية. فيربط انتشار اﻷفكار بقدرتها علي تحمل التغيرات في البيئة الثقافية و اﻷجتماعية المحيطة، فتصبح اﻷفكار القادرة علي التكيف في مواجهة التغيرات هي القادرة علي استمرار بينما تندثر الأفكار التي تفشل في مجاراة واقع الأنسان المرير. يستبدل دوكينز الجينات الوراثية بالميمات الثقافية كوسيلة نقل الأفكار و التوجهات و حتى المعتقدات.
المثير في الفكرة، أنها تجعل من العقل البشري معترك للأفكار المتصارعة. عدد المتغيرات الﻻنهائي يجعل من تطور الميمات عملية شديدة الديناميكية، فعلي عكس الجينات التي تنتظر حكم الطبيعة باعدامها أو بقاءها تتحرك الميمات في سرعة البرق بين عقول البشر تاركة بصمة مميزة حيثما حلت. انتشارها غير مرهون بالجانب الحسي الملموس فقط كندرة الموارد أو توافرها بل قد يصل الي الرغبة في اعتناق هذه الميمة أو تلك حتي تصبح محصنة عن طريق توليد ميمات أخري تعمل كخطوط دفاع للفكرة اﻷم و قد تذهب بمعتنقها لتقبل الموت دفاعا عنها.

أخيرا تذكر أن اعتناق فكرة يعتمد بنسب متفاوتة علي الرغبة في التسليم بها بغض النظر عن صحتها

No comments:

Post a Comment